ماذا يستفيد السعوديون من شركه زين؟

ماذا سيستفيد السعوديون من شركة زين؟

لاشك أن الكثير منا ينتظر بفارغ الصبر شركة الاتصالات المتنقلة (زين) في شوق محموم لمعرفة ما الذي ستقدمه هذه الشركة للمجتمع السعودي، فمنذ شهور و"زين" تسوق نفسها إعلاميا على كافة الوسائل مما جعل الناس يستبشرون بمقدمها خيرا بل وينتظرونها بفارغ الصبر ومنهم أنا لكنني حينما وقفت مع نفسي جديا بعد تفكير طويل اتضح لي أنها لن تقدم ولن تأخر وأنها لن تكون أكثر خيرا من الجوال ولا أقل شر من موبايلي!!

فهي وإن كانت رابع شركة للاتصالات المتنقلة كما تطلق على نفسها من حيث التغطية الجغرافية لن تجدي بالنفع ولن تعود بشي على المجتمع السعودي البتة لعدد من الأسباب ومنها:

أولا:- بالنسبة للأسعار : الأسعار مقننة ومحكومة من قبل هيئة الاتصالات السعودية ولن يؤثر وجود زين من عدم وجودها لا في تقليلها ولا في رفعها لأن حرب الأسعار مرفوضة من قبل الهيئة وهي الوحيدة التي تحدد ذلك.
ثانيا: بالنسبة للتشبع : اعتقد أن السوق السعودية شبه متشبعة لأن عدد السكان 21 مليون وعدد عملاء الجوال كما أظهرت إحصائياتهم 18 مليون إضافة إلى 3 مليون عملاء موبايلي فما الجديد الذي ستأتي به زين؟
ثالثا: بالنسبة للتغطية لا يمكن لزين أن تنافس موبايلي في تغطيتها وهي مستأجرة أبراج منها ولا يمكن لزين وموبايلي إن ينافسوا الجوال في هذا لان الجوال يغطي حوالي 98% من أراضي المملكة وتغطية الشبكة استطاع الجوال إن يستكملها خلال سنوات عمره وبإمكانياته الكبيرة وعائداته التي تعد الأولى على مستوى عائدات شركات الاتصالات في العالم العربي أجمع.
رابعا: وهذا هو الأهم زين كشركة اتصالات متنقلة وما يشاع عنها في أنها ستجعل المكالمات الدولية مثل الداخلية لشبكاتها المتواجدة في بعض الدول لن تفيد المجتمع السعودي بشي، والصحيح إن الذي قد يستفيد منها هم العمالة الوافدة من دول محدودة مثل السودانيين والأردنيين فقط لأنها موجودة في بلدانهم كشبكة أما البقية وهم السواد الأعظم لن يستفيدوا لعدم وجود شبكة زين في بلدانهم من ناحية ومن ناحية أخرى لعدم وجود شبكة زين في البلدان التي عادة ما يسافرون إليها خاصة السعوديون، فمصر والإمارات، ولبنان واليمن وعمان التي يقصدها السعوديون في أكثر رحلاتهم لا توجد فيها شبكة زين وبالتالي ليسوا مستفيدين شي ومثلها مثل غيرها واللهما لا عجب..

خامسا: المنافسة بين الشركات الثلاث الجوال وزين وموبايلي قدي يودي إلى مزيد من التنافس على الخدمات المقدمة وقد يؤدي مع الوقت إلى خفض أسعار المكالمات إذا ما سمحت الهيئة بخفض أسعار الخدمة إلا أن ذلك لن يؤثر في الاتصالات السعودية وأخص الجوال لأنه – كما اعتقد على استعداد تام للتكيف مع الوضع الجديد – وعدم ترك أي ثغرة يستغلها منافسيه لصالحهم خاصة أن أكثر من 90% من عملاء الجوال سعوديين لأن الشبكة شبكتهم وارتباطهم بها ارتباط وطني وخدماتي وروحي في كل الاحوال.
ومع هذا يضل سؤالي مطروح للنقاش ما الذي قد ستقدمه شركة زين للسعوديين؟
إذا كانت هيئة الاتصالات السعودية هي التي تحدد الأسعار فهل يمكن الدخول في حرب أسعار بين الشركات الثلاث؟
من هم المستفيدين الفعلين من دخول "زين" السعودية؟